الموقع الرسمي - المجلس المحلي لمدينة داريا -

المجلس المحلي لمدينة داريا – المكتب الإغاثي الغوطة الغربية
منذ ما يقارب الثلاثة أعوام وعلى بعد عدة كيلو مترات غربي المدينة المحاصرة "داريا" حطت السيارات حمولاتها على أمل العودة القريبة بعد بضعة أيام، ولكن شاءت الأقدار غير ذلك.
سنوات من النزوح القسري وأقسى أنواع المعاناة والتشرد ، عاشها أهل داريا بعيداً عن مدينتهم ، لايحبس الناظر لها عن الوصول إليها إلا سيل نيرانِ مدافع جيش الأسد.
هناك في الغوطة الغربية استطاع الأمل أن يتغلب على الألم، واستطاع العقل البشري أن يتحكم بالظروف المأساوية بدلاً من أن تفرض عليه، حيث قام بعض الناشطين من أهالي مدينة داريا بفعاليات ونشاطات توعية تهدف لرفع مستوى الثقافة لدى النازحين وتعزيز مبادئ الالتزام بالمعايير الأخلاقية الإسلامية وذلك من خلال برنامج متكامل قام برعايته المجلس المحلي لمدينة داريا بالتعاون مع مؤسسة غراس النهضة، وذلك في شهر رمضان المبارك، وقد احتوى البرنامج على سهرات رمضانية تجمع أهالي المدينة النازحين وتتخللها صلاة العشاء والتراويح ثم يتم فيها عرض مقاطع إسلامية تحمل معانٍ من التربية والأخلاق والكثير مما يهم الشباب ويحل مشاكل واقعهم، إضافة إلى اشتمال البرنامج على مسابقات متنوعة وتوزيع جوائز على المشاركين والفائزين، وقد تم نشر إعلانات لمسابقتي القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف، وسجَّل أكثر من 500 متسابق ذكوراً وإناثاً أسمائهم في بداية شهر رمضان المبارك، وجرى اختبارهم في نهاية الشهر ليحصل المتفوقون على جوائز قيمة، حيث وصل عدد الفائزين 300 فائز، وفي أول أيام عيد الفطر المبارك تم إطلاق دعوة عامة لحضور صلاة العيد و أقيمت مأدبة طعام الفطور بعد الخطبة والصلاة، فاجتمع غالب أهل المدينة على تلك المأدبة لترتسم على وجوههم ابتسامات الفرح ممزوجة بغصة الألم، لا يقدّر معناها إلا من عاش في مدينتهم داريا، ثم جرى بعد ذلك تكريم الفائزين جميعاً، وقدمت "العيديات " للأطفال لحملهم قليلاً عن ألم الفراق وحزن فقد الأحبة، واستبدالها بواقع الفرح الذي نأمل أن نحققه لهم ويبنون مستقبلهم المشرق
المجلس المحلي لمدينة داريا يشكر كل من ساهم في إنجاح هذا العمل سائلين المولى أن يقر عيون أهل ‫#داريا‬ بعودتهم إلى منازلهم آمنين مطمئنين وكل عام وأنتم بخير